كما يذكر الفلكيون، فإن خسوفاً للقمرقد طل على الأرض مع الدقائق الأخيرة من السنة 2009م، ويستمر حتى الدقائق الأولى من العام المنتظر 2010م، وسيكون هذا أثناء سكرة الاحتفالات بعيد رأس السنة، وما فيه من منكرات وعصيان لله عز وجل.
ما يطرأ على الكواكب من تغيرات أو حالات وقتية؛ لا يكون مفهومه مجرد حالة فلكية عابرة، يُتلهّى برصدها ويُفرح بحضورها، ولا يعتبر المسلم كلاً من الخسوف والكسوف إلا آية من آيات الله عز وجل؛ يخوف بها سبحانه عباده الذين تجاوزوا في طغيانهم ومعصيتهم، وجل الله تعالى القائل: }وما نُرسلُ بالآيات إلا تخويفاً{.
عُلم هذا من فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما شهد كسوفاً للشمس يوم توفي ولده ابراهيم، وكان العرب يظنون أن الخسف والكسف ما يكونان إلا لموت عظيم أو مولده، فكان التوجيه النبوي لهم بقوله: "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فصلّوا وادعوا الله" رواه البخاري.
ولأنها آية لتخويف عباد الله تعالى، واشعارهم بغضب الله عز وجل مما اقترفوا وتجاوزوا؛ كان المطلوب من العباد الفزع إلى الله تعالى والفرار إليه، بصلاة طويلة ودعاء ورجاء، لكن هذا قد لا يكون منتشراً في أيامنا هذه، فكثيرون يتغافلون عن هذا الحدث بلهوهم، وقد يتغافلون في معمعة احتفالات رأس السنة لهذا العام.
في رأس السنة الميلادية كثير من المسلمين يعدّون الغناء والمجون والانحلال؛ الحضارة الضائعة التي يبحثون عنها، ويدفعهم هوس التقليد للاحتفال بهذه المناسبة، والذهاب لإحيائها في الفنادق وأماكن اللهو، وشهود المنكر برضا ومشاركة منهم، وصدق صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «لَتَتّبعُنّ سَنَنَ الّذينَ منْ قَبْلكُمْ، شبْراً بشبْرٍ، وَذرَاعاً بذِرَاع، حَتّىَ لَوْ دَخَلُوا فِي جُحْر ضَبٍّ لاَتّبَعتُمُوهُمْ» قُلنا: يا رَسُولَ اللهِ، آليهُودُ وَالنّصَارَى؟ قال: «فَمَنْ؟».
ولا أجد إجابة لتساؤلي: ألسنا على الحق؟ فلماذا نسلك دروب التقليد والاتباع الأعمى.
آن أن نصحو من غفلتنا مع بداية هذا العام، ومع إطلالة هذه الآية التي جاءت لتنذر المفرطين، فَلْيرَنا الله وقد عمّرنا مساجدنا في تلك الليلة؛ ننتظر نسمات الغفران والرحمة، بدلا من أن يرانا في مكان نهينا عنه لن يزيدنا إلا مزيداً من التفريط، ويضيف علينا المزيد من سخط الله، وهو ما نعوذ ونبرأ إلى الله تعالى منه.
أيها الناس واتقوا الله تعالى واشكروا نعمته عليكم بما سخر لكم من مخلوقاته فقد سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وأتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار سخر لكم الشمس والقمر لقيام مصالحكم الدينية والدنيوية والفردية والجماعية فكم من مصلحة في تنقل الشمس في بروجها وتعاقب الفصول وكم من مصلحة في ترددها في شروقها وغروبها في بذوغها وأفولها وكم من مصلحة في تنقل القمر في منازله ومعرفة السنين والحساب في إبداره وإهلاله فقد جعل الله الشمس والقمر آيتين من آياته الدالة على كمال علمه على كمال علمه وعزته وتمام قدرته وحكمته تسيران بأمر الله سيرهما المعتاد الشمس ضياءٌ وسراجٌ وهاج والقمر نورٌ منيرٌ يضيءٌ الليل للعباد فإذا أراد الله تخويف عباده من عقوبات تنزل بهم لكثرة معاصيهم . . . . . . .